
رأس قنا
استدعاء بن عديو و حنش "للتشاور" يثير التساؤلات و التكهنات فيما لو تم رضوخهما للضغوط و رجوعهما بخفي حنين .. و بعيدا عن التصريحات الرسمية التي تلت "لقاء التشاور" لا يبدو أن الخلاف قد حسم و إلا لما أعقب استدعاء المحافظ استدعاء الرجل الثاني في شبوة .
و ذلك على اعتبار ان المحافظ يمثل رأس هرم السلطة المحلية و بالتالي فأن أي تفاهمات يتم التوافق عليها سيكون المخول بإمضاء مفعولها على مختلف اجهزة المحافظة بما فيها اللجنة الأمنية و مختلف القطاعات و الوحدات العسكرية .
و أعتقد ان الحسابات السياسية للسلطة المحلية في شبوة كانت محكمة و مدروسة بشكل صحيح و لم تترك بابا مفتوحا لخصومها المحليين و داعميهم إلا و اقفلته ولعدة عوامل ، و لعل أهمها توقيت افتتاح و تشغيل الميناء و الذي و على مايبدو بانه شكل مفاجئة غير متوقعة و لم تكن في حسبان الاطراف المناوئة لها .
و بالاضافة للتوقيت و الذي جاء متزامنا مع تغير معطى الظرف الدولي و "المصالحة الخليجية" و على اساسهما نستطيع ان نستجلي ماهية صحة بعض التقارير الصحفية الدولية و التي تحدثت عن دعم دولي و اقليمي لخطوة السلطة المحلية في شبوة و يهدف إلى تلبية رغبة "الدولة العجوز" لفرض معادلة توازن موازية للمعادلة التي تفرضها شريكتها على الجزر و الموانئ .
و لعل ماكشفته التقارير الصحفية يتفق و إلى حدا ما مع إطار بقاء الازمة في نطاق المداولة السياسية إذ لا وجود لمظاهر التوتر على الأرض .. و في المقابل فإن بقاء الازمة في نطاقها السياسي ينفي مزاعم المخاوف من استغلال المرفى للتعاون مع جهات معادية للتحالف ، عوضا عن أن المياه البحرية اليمنية خاضعة للتحالف و للقوات الدولية و على رأسها القوات البحرية الامريكية في المنطقة .
و في تقديري ان دوافع الأزمة في شبوة لا علاقة لها بمضامين بيانات الشجب و الاستنكار الصادرة عن "المجلس الأنتقالي" والتي كانت عارضت القرارات الرئاسية و لا علاقة لخطابه المعارض إعلاميا فيما يخص افتتاح و تشغيل ميناء شبوة .. و لا يمكن باي حال من الاحوال الوصول إلى استنتاج يفسر لنا سياق الخروج الصارخ في مجمله للخطاب الذي يتبناه الأنتقالي من الأزمة عن تعهداته الملتزمة بوقف حالة التراشق الإعلامي مع الحكومة .
و على مايبدو ان هكذا تجانس بين الخطاب الرسمي و الإعلامي للمجلس لا يتجانس البتة مع التمثيل الإعلامي الذي أوفده للقاء وزير الإعلام و هو الأمر الذي يشي بأن معركة المجلس في قنا و ليست في معاشق .

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها