
تكذبون على من؟!
مر عام على المعارك في ضواحي زنجبار، كل ما أنجزته هذه المعارك هو تعميق الصراع جنوبا، وجذرت الضغائن.. ولن تستطيعوا قريبا إنكار أن جهوية ومناطقية هذه الحرب..
تقاتلون أبناء أبين في أرضهم وعلى أرضهم. قبل أن تكون أبين أرض جنوبية أو يمنية هي أرض أهلها وأبنائها، مثل ما كل محافظة أخرى هي أرض أهلها قبل كل شيء..
أكذوبة المشروع الجنوبي الذي تقاتلون أبين تحت رايته لم يعد مقنعا إلا لبعض الغوغائيين وبعض أصحاب المصالح الشخصية من رفع راية هذا المشروع الذي جعلتموه مجرد أكذوبة سمجة..
ومع هذا حتى وإن كنتم صادقين في ما تدعون، هذا لا يمنحكم الحق في فرض رؤيتكم بالقوة.
ولكم في تنظيم القاعدة عبرة إن أردتم الاعتبار. تنطيم القاعده الذي استطاع قهر دول كبرى حين حاول فرض سيطرته على أبين بالقوة خرج له الناس في أبين قبل أن تتدخل الدولة، ومرغت أنف تنظيم القاعدة في التراب..
تعرفوا لماذا كسرت أبين تنظيم القاعدة؟ ليس لأن أبناءها كانوا يملكون من العتاد أكبر مما يملكه تنظيم القاعدة وإنما لأن أبين لم تقبل بهذا التنظيم.
عقيدة الانتماء للأرض تضاهي أي عقيدة أخرى حتى وإن كانت عقيدة الدين، فتنظيم القاعدة الذي كان يرفع راية الجهاد في سبيل الله عند محاولته السيطرة على أبين..
خرج أبناء أبين لمقاومة عقيدة التنظيم بعقيدة الانتماء للأرض، فكانت الغلبة، في النهاية لعقيدة الانتماء للأرض..
تنظيم القاعدة أيضا كان يضع بضعة أشخاص من أبين في مقدمة المقاتلين ليقول للناس إن من يقاتل في أبين هم أبناء أبين.
لكن هل نجح التنظيم في تسويق تلك الأكذوبة؟ بالتأكيد لا.. لأنك لا تستطيع أن تمرر كذباتك على أصحاب الأرض..
والأهم من كل ذلك ما هي المشروعية التي منحتكم الحق في فرض أكذوبتكم على الآخرين بقوة السلاح..
لو أن لكم قليل من العقل أو لو أن طحنون منحكم فسحة للتأمل لكان انسحاب وحدات الحزام الأمني في جعار وزنجبار من جبهة القتال في أبين وامتناعهم عن المشاركة منذ عدة أشهر كان يكفي أن تعوا أن حالة الرفض في أبين قد وصلت إلى القوات التي كنتم تدعون أنها هي من تقاتل في أبين.

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها