
القائد الشهيد "عدنان الحمادي" واغتيال المشروع الوطني الكبير

((عدن الغد)): بقلم / خالد حمود الصنوي.
كان القائدُ الشهيدُ / عدنان الحمادي واحداً من رجالٍ قلائلٍ جادَ بهم القدرُ على حينِ غفلةٍ من الزمنِ ليعيدَ للفجرِ سناه ُ ويهب للآمالِ مناهَا ومنتهاهَا ، يجددُ الحياةَ وينفخُ فيها الروحَ.
كان يدركُ وهو القائدُ العسكريُ المحنكُ والبطلُ الجسور أن الحياةَ لمن هو مثلُهُ هي الاستثناءُ ، ولذلك كانت خطاهُ صادقةٌ وقدرهُ محفوفٌ بالمخاطرِ ، ومع ذلك مضى فيه بثقةٍ واقتدارٍ وبتواضعِ الكبارِ الكبارِ الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه .
مضى بعد أن سطرَ ملاحمَ وبطولاتٍ وسِفّرََ خلودٍٍ ومجدٍ ، وسيذكرُهُ الوطنُ والأجيالُ وسيشهدُ بمآثرهِ كلُ شبرٍ في هذا الوطنِ من أقصاه الى أدناه ، ولقد مثل للجميع مشروعاً وطنياً جامعاً ، ولا يختلف فيه اثنان ( رحمة الله عليه ) إلا إنْ كانَ أحدُ الاثنينِ من أصحابِ المشاريعِ الضيقةِ والصغيرةِ .
كانَ القائدُ الشهيد ُ رقماً صعباً ولذا اُستخدِمتْ ضدَهُ كلُ الأساليبِ ولم تستثتي شيئاً ضدَهُ الا ونعتُوْهُ ، وصفوه بالمهرب والمخرب وبالحوثيةِ ِ و بالخيانة ِ والعمالةِ ، واستخدَمَتْ منابرَ التواصلِ والإعلامِ ودورَ العبادةِ والصحافةِ والوشايةِ والتحريض ِ.
اعتدتْ على مسارحِ عملياتِ لواءِهِ ، وعطلتْ ترقيمَ أفرادِهِ ، وسحبتْ عليهِ آلافَ الأفرادِ وافضلَهُمْ كي تكسرَهُ فما زادَهُ ذلك إلا صلابةً ومتانةً وثباتاً .
أكثرَ من محاولاتِ اغتيالٍ آثم ٍتعرضَ لها ونجا منها بمشيئةِ الرحمنِ ، شوهُوهُ وقالوا فيهِ مالم يقلْهُ عاقلٌ أو سويٌ أو منصفٌ ، واغتالُوهُ معنوياً قبل أن يغتالوه جسداً .
وبتلك الوسيلةِ والكيفيةِ التي احتوت كل الخبثِ والتربصيةِ و سَبْقِ الإصرارِ .
كانَ القائد ُ الشهيد ُ / عدنان محمد الحمادي وطنياً من غير تصنعٍ أو افتعالٍ ، و مهنياً من غير ادعاءٍ أو زيفٍ ، يعملُ بصمتٍ بعيداً عن الأضواءِ وبعيداً عن الضوضاءِ .
إِنَّهُ يحمل ُ بين جنبيهِ قضيةً و على اكتافِهِ مشروعاً وطنياً كبيراً ، وللوطنِ يقدمُ روحَهُ ودمَهُ وعرقَهُ من أجل ِ غدٍ أفضلٍ ، ومستقبلٍ واحدٍ بالحريةِ والكيفيةِ والعزةِ .
كانَ فوقَ الأحزابِ انتماءً وتوجهاً ، يؤمنُ بالجميع كما يؤمنُ بالقضيةِ الوطنيةِ التي تحتاج الجميع تضافراً وتكاتفاً ووحدَة َ صفٍ .
كانَ ( رحمةُ اللهِ عليهِ ) القائد ُ و الرائدُ و الأمينُ الذي لا يكذبُ أهلَهُ ، ولهذا رأينا حبَ الناسِ لَهُ ، وقد تجاوزَ حدودَ الجغرافيا ومسارحَ العملياتِ إلى مستوى الربوعِ اليمنيةِ كلِهَا ، لِيغدُو لكلِ اليمنين نموذجاً للوطنية ورمزاً للثباتِ ، وعنوانَ مجدٍ خالٍ أبداً ، لن يُنْسَى من ذاكرةِ الوطنِ والوجدانِ ، ولن تُمْحَى آثارُهُ في الميدانِ ، وسيغدُو لكلِ الأجيالِ قائداً و ملهماً ، و للوطنيةِ مدرسةً ومعلماً .
رحمَ اللهُ القائدَ الشهيدَ اللواء الركن / عدنان الحمادي. في ذكرى استشهادِهِ ، وفي كلِ ساعةٍ وحينٍ ، ولا ادامَ اللهُ على قاتلِيْهِ فرحاً ولا نصراً ، ولا أقامَ لهم عمراً ، وجعلَهُمْ في العالمينَ شَذْرَا ً و مَذْرَاً .


- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها