
من أيادي أمينة الى المناطق الآمنة
كثر الحديث هذه الايام عن المناطق الآمنة والتي تسعى بعض الدول الكبرى الى فرضها كحل مؤقت في بلدان يحتدم فيها الصراع المسلح بين قوى داخلية .
لكن اعتقد ان هذا الامر لن يحدث في اليمن والجنوب خاصة وان الصراع ليس داخلي بحت بل تشارك فيه عدة دول عربية وحتى اجنبية .
وان أرادوا إقامة مناطق آمنة في اليمن او الجنوب فهي قراءة مسبقة لأحداث مستقبلية لديهم علم بها عن تطور الصراع والاقتتال بين الأطراف المتنازعة اي بين الانقلابيين وبين الشرعية وقد يدخل طرف ثالث داخلي فيها بشكل منفصل كالمقاومة الجنوبية لفصل الجنوب عن الشمال بالقوة .
واعتقد ان المناطق الآمنة المقصود بها هنا ليست كمثل المناطق الآمنة الاخرى التي أقيمت في دول أوربا الشرقية او في الشرق الأوسط حفاظا على مجموعات بشرية تم تجميعها في ذلك المكان او سكان منطقة معينة .
اذا صح هذا المخطط فهو إقامة منطقة جغرافية تشمل محافظة او اكثر وعزلها عن باقي المناطق الآمنة الاخرى او المناطق الغير امنه .
والهدف هو عملية اعادة رسم خارطة جديدة وتقسيم البلاد الى كانتونات تابعة لدول معينة في عملية تقسيم شبيه بمعاهدة سايكس بيكو .
لو أرادوا الحفاظ على السكان والثروة لساعدوا الجنوبيين في استعادة دولتهم وهي كفيلة بإعادة الامن والأمان لسكان الجنوب ولدول الجزيرة العربية والخليج العربي ..
اما عملية نقل شماليين بسبب الحرب والاستيطان في الجنوب وإقامة مناطق خاصة بهم اعتقد ان هذا الامر مستبعد للهوة الكبيرة التي أحدثتها الحرب الاخيرة حيث لم يتم الترحيب بهم ومشاركتهم في المعارك التي يقودها جنوبيون في مناطق شمالية لعدم الثقة بهم فما بالك بوجودهم بين ظهرانينا كمواطنين الا اذا وضعت لهم قوة دولية لحمايتهم وهذا معناه ان الدول الكبرى تنفذ ما عجز عنه عفاش .
المصيبة ان هذه المناطق الآمنة ستكون بلا حول او قوة حيث ستخضع لقوانين تدار من قبل تلك الدول سوى كانت عربية في بادي الامر او اجنبية ولن يكون تحت يدها اي قوة تستطيع ان تفرض بها ماتجده مخالف لما ترغب فيه ، واعتقد ان هذه النقطة بالذات ( عدم وجود أسلحة بيد الجنوبيين او وجود ألوية مدربة ومسلحة) مؤشراتها موجودة الان على ارض الواقع ..
ليس من حل امام الجنوبيين سوى ان يتحدوا ضمن حامل سياسي واحد او ان يظهر فصيل حزبي او مناطقي ( جنوبي) يحاول السيطرة على البلاد وهذا الامر قد يكون مقبول عند البعض اذا كان الغرض من ذلك وطني ولديه خطة عمل من اجل اعادة شكل الدولة الجنوبية حسب المفهوم السابق او ترك الامر للشعب بعد استتباب الامور . واعتقد ان الخلاف الحاصل بين الجنوبيين قد يدفع بالشعب لقبول هذا الامر حتى وان كان من الامور الخطيرة اذا مالت البوصلة ولم ترسم خط سير واضح للوصول الى بر الأمان .
ان فكرة البقاء تحت حكم الشيطان الأكبر تدفعنا للقبول بالشيطان الأصغر على امل بأن نستطيع ان نجعل منه ملاك . بعد ان عرف وقرأ تاريخ الجنوب ويدرك انه ان تشيطن فأن الجميع سيتحول الى شياطين والى الجحيم ..

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها